دار الكتب الخليلية بحيدر آباد: حتى لا تنسى الأجيال
دار الكتب الخليلية بحيدر آباد: حتى لا تنسى الأجيال
تعرف هذه المكتبة عند أهل العلم باسم المكتبة الخليلية، نسبة إلى صاحبها أبي محمد خليل الله بن محمد صبغة الله، المعروف بالقاضي بدر الدولة، الذي كان يقيم بمدينة مدراس ( تنشناي) عاصمة ولاية تامل نادو بالهند، وهناك ولد أبو محمد خليل الله.
وأبو محمد خليل الله هو ابن محمد صبغة الله من الزوجة الثالثة، أما أخوه محمد سعيد صاحب المكتبة السعيدية المشهورة، فهو ابن محمد صبغة الله من الزوجة الثانية.
وبعد وفاة القاضي بدر الدولة محمد صبغة الله رحل أبو محمد خليل الله وأخوه محمد سعيد من مدراس إلى حيدر آباد، حيث استقر هناك، وكان مع كل واحد منهما عدد من المخطوطات التي ورثاها من تركة أبيهم، وكانت هذه المخطوطات النواة الأولى لمكتبة كل منهما وبقية الغالبية العظمى من المخطوطات بمدراس، حيث توجد الآن بالمكتبة المحمدية والرحمانية.
ولم يكتف أبو محمد خليل الله بالمخطوطات التي ورثها من والده، بل زاد عليها أضعافًا كثيرة باقتناء مجموعات كبيرة من داخل الهند، وبخاصة من مدينة حيدر آباد، وكذلك من خارج الهند عن طريق أخيه أحمد بن محمد صبغة الله المعروف بأحمد المكي، كان يقيم بمكة المكرمة، ودفن بها، حيث كان يشتري المخطوطات ويرسلها إلى أخيه في حيدر آباد.
وكان أحمد المكي هذا ناسخًا للمخطوطات، فكان ينسخ المخطوطات أيضًا ويرسلها إلى أخيه، ويبدو أنها المخطوطات التي كان يتعذر عليه شراؤها، حيث وجدنا بالمكتبة الخليلية عدة مخطوطات بخط يده.
توفي أبو محمد خليل الله عليه رحمة الله في 17 رمضان 1363هـ بحيدر آباد، وترك وراءه مكتبة عامرة، وكنزًا من كنوز حيدر آباد، يزيد عدد كتبها المخطوط والمطبوع عن 5000 كتاب، وترك ثلاثة من الأبناء هم: أبو عطا الله محمد صبغة الله، وأبو عبيد الله محمد حبيب الله، ومحمد حميد الله العلامة المشهور.
كانت المكتبة بعد وفاته توجد في بيته، خانه خليل، الموجود بشارع المحطة ( ستايشن رود)، الكائن بمنطقة كوتشه حبيب علي شاه، بحيدر آباد، ونظرًا لعدم توافر ظروف الحفظ والصيانة والأمن للمكتبة، حيث ضاع عدد من مخطوطاتها، وباع بعض أفراد العائلة جزءًا آخر منها، ثم نقلها إلى بيت ابنه محمد صبغة الله الموجود بشارع تشار قنديل بمنطقة آغا بودا حيدر آباد، حيث هي الآن في رعاية الله ثم رعاية حفيده عطا الله بن محمد صبغة الله وحفيدته كريمة الله بنت محمد صبغة الله، التي تقيم في البيت نفسه.
ومفخرة هذه المكتبة نسخة القاموس المحيط للفيروز آبادي، التي كانت في ملكية ملك الدولة الكرنتكية. وهذه قصة طويلة لا يتسع المقال لذكرها.
حفظ الله المكتبة والقائمين عليها
وأبقاها ذخرًا للمسلمين
مدير التحرير