هل سنعيدها سيرتها الأولى
هل سنعيدها سيرتها الأولى
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
إن المراكز التي تعنى بقضايا التراث وشؤون الثقافة , حكومية كانت, أم خاصة , ذاتية الدفع, , أم تخضع لمحركات خارجية , فلكل منها وجهة هو سالكها , وغايات يرتقي في أسبابها , وأهداف يتدرج في سلم معراجها , بغض النظر عن تلك الغايات والأهداف , إن كان قد رسمها أو رسمت له , ومقام الفرق هنا لا يدركه إلا من سبر أغوار الاتباع وفقه معاني الابتداع .
ومهما اختلفت مراتب الوعي بحقائق تلك الأهداف والغايات , وتباينت وسائل الآداء في بلوغها , فإن الكل مجمع على أن الإعلام يعد من الوسائل الفاعلة في حسن الآداء .
وإن مركزنا الذي ثبت أصله في الجزيرة العربية وغطت آثاره من حوله من العرب والمسلمين يستهدف بأعماله وإنجازاته العقل العربي والمسلم من خلال وصله بأصالته, وتمكينه من فهم واقعه وعصره, وتمليكه زمام ثقافته وهويته, حتى يكون صانعا للأفكار وأهلا للابتكار وهذا أمر يقتضي إعادة التشكيل وترتيب الأولويات .
وإننا نؤمن إيمانا جازما أن ذلك لا يكون إلا بالاستثمار الجيد والمدروس لتراثنا والآداء الفاعل والمؤثر لثقافتنا, وقد علمنا التاريخ أن مسار الحضارات يبدأ من هنا .
وإننا بمركزنا ندرك جيدا هذه المهام الجسام والقضايا العضام ونفهم أن تطويعها وتذليلها ليس في متناولنا, ولا في متناول من يقاسموننا هذا الميدان , ولكننا نعلم يقينا أنه بمقدورنا أن نساهم في صنع الجيل المنشود الذي يكون شعلة هذه الأمة التي تنير لها الطريق لتعود إلى سيرتها الأولى, ونحن راضون أن نكون عود ثقاب من الأعواد التي توقد هذه الشعلة .
ومن أجل ذلك رأينا من الضروري أن يحاط المثقف العربي علما بأعمالنا ونشاطاتنا وانجازاتنا ويتعرف لأفكارنا, فأخرجنا له هذا المولود الإعلامي الجديد ليكون همزة وصل بيننا وبينه وننتظر منه رأيا سديدا, ومساهمة مخلصة لله ثم للأمة
والله نسأل أن يوفقنا جميعا لما الخير لأمتنا .
الدكتور عزالدين بن زغيبة
نشرة أخبار المركز
العدد: 1