مخطوطة نادرة: تعليقات شاه ولي الله الدهلوي على صحيح البخاري
مخطوطة نادرة: تعليقات شاه ولي الله الدهلوي على صحيح البخاري
إن المخطوطة التي نعنيها, توجد بمكتبة خودابخش الشرقية العامة, بمدينة باتنة – ولاية بيهار – الهند .
وهي نسخة نظيفة, سليمة من الخروم والتآكل, غير مبتورة الطرفين, ولا يوجد بها نقص في وسطها, مجلدة تجليدا فاخرا, محفوظة في خزانة خاصة بالنوادر, وقد سألنا بعض علماء الهند عن درايتهم بهذه النسخة, فأجابوا أنهم لا يعلمون عنها شيئا.
وقد كتبت نسخة المخطوطة بخط يد تلميذه, الذي أجازه شاه ولي الله الدهلوي فيها, وهو الشيخ محمد بن الشيخ بير محمد أبي الفتح العمري.
وكتب نص الإجازة في آخر النسخة, وبخط يد شاه ولي الله الدهلوي , في شهر شوال سنة 1159 هـ, وكتب في نهاية الإجازة بخط يد ابنه الشاه محمد رفيع الدين رحمه الله, تأكيدا وتوثيقا لخط والده رحمه الله باللغة الفارسية ما نصه: (هذا خط الوالد الأجل بدون شك ولا ريب).
أما نص الإجازة, فلا يمكن إيراده كاملا لطوله, ولكن نكتفي بمقتطفات منه, قال شاه ولي الله الدهلوي ( ...أما بعد فإن أخانا في الله عز وجل, الفاضل الصالح الشيخ محمد بن الشيخ بير محمد أبي الفتح العمري نسبا, البلكرامي أصلا, والإله بادي مولدا, ومنشأ, قرأ علي الجامع الصحيح المسند, تصنيف الإمام الحجة أمير المؤمنين في الحديث, أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالى ...) ثم ذكر كتبا أخرى في الحديث وقال في نهاية الإجازة:( ... فأجزت له أن يروي عني هذه الكتب كلها ).
أما تعليقاته رحمه الله على البخاري, فليست بالكثيفة بمعنى تتبع نص البخاري, حديثا حديثا, ولكنها كانت حاضرة؛ حيث يوجد إشكال في كلمة, أو غموض معنى, أو تفسيرات عدة لحديث واحد تحتاج إلى ترجيح, أو إشكال في السند يحتاج إلى الإبانة عنه, وقد كتبت جميعها بخط يد تلميذه صاحب الإجازة, وكان التلميذ يبدأ تعليق الشيخ بقوله( قال شيخ المحدثين ولي الله سلمه الله), ثم يتبعه بتعليق الشيخ رحمه الله.
ويعكف الدكتور عتيق الرحمن, رئيس قسم المخطوطات بمكتبة خودابخش الشرقية العامة, على جمع تلك التحقيقات, وضبطها, ونشرها في كتاب مستقل, حسب ما أفادنا بذلك عندما التقيناه .
والله الموفق لما فيه الخير والصواب