الكلية العربية منبع الأنوار والمخطوطات المنقذة من الضياع
الكلية العربية منبع الأنوار والمخطوطات المنقذة من الضياع
في سنة 1281هـ قام أهالي بتأسيس البيت الكلية العربية منبع الأنوار, وتقع الكلية في منطقة لالبيت (ويطلق عليها سكانها اسم لالْبَتَاي), وهي تتبع مدينة سدم برم وتقع في الوسط الشرقي لولاية تامل نادو, وتبعد عن عاصمة الولاية مدراس (تشناي) بـ: 275كلم تقريبًا، وهي من أقدم الكليات التي أسست بولاية تامل نادو.
وقد يسَّرَ الله الكريم بفضله لنا زيارة هذه الكلية في إطار مشروع حفظ التراث الإسلامي بالهند، الذي ينفذه مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث هناك, ومن الأشياء التي اطلعنا عليها, في هذه الكلية وتثير إعجاب الزائر وهو يتفحص النظامَ المعمول به حتى الآن في هذه الكلية هو نظام الأكل والشرب الخاص بالطلبة, حيث يتكفل كل بيت مسلم في لالبيت (لالْبَتَاي), بوجبة غداء وعشاء وفطور لطالب واحد, يؤتى بها يوميًا إلى مطعم الكلية, نظامٌ لم نرَ له مثيلاً في جميع مدارس جنوب الهند وكلياته الإسلامية, بل الهند كلها فيما اطلعنا عليه من هذا البلد المترامي الأطراف.
أما مكتبة الكلية التي قضينا فيها معظم الوقت من زيارتنا فتفتقد للتنظيم والترتيب والعناية اللازمة والصيانة الضرورية, مع العلم إننا لمـا دخلنا المكتبة لم نعثر على أي مخطوط برفوفها, وبينما نحن نودع شيخ الكلية ومديرها وكبار المسوؤولين بها ونهمُّ بالخروج, فإذا بأحد الطلبة يتقدم نحونا ويسألنا باللغة الفصحى, ويقول: السلام عليكم, فرددنا عليه السلام, ثم سألنا قائلاً: هل تبحثون عن المخطوطات؟ قلنا نعم, ولكن لا يوجد في كليتكم شيء منها, قال لا؛ يوجد في كليتنا مخطوطات, ولكن المشرفين على المكتبة والمسوؤولين عنها رموا تلك المخطوطات منذ زمن طويل في كواتٍ فوق خزائن الملابس بغرف نوم الطلبة, في البداية لم نصدق هذا الكلام في قرارة إنفسنا, ولكن قلنا لا يضر شيئًا لو ذهبنا معه ورأينا ما هنالك, فلما ذهبنا إلى المكان الذي يريد, تسلق الطالب, وتسلق معه بعض أصدقائه من الطلبة في خزائن ملابس الطلبة حتى وصلوا إلى الكوات فوق الخزائن وفتحوها وبدأوا يخرجون المخطوطات وبقاياها, عندها أدركنا أن ما قيل لنا حقيقة, ولا بد من إنقاذ هذه المخطوطات؛ فقمنا بمعية مجموعة من الطلبة بمسح شامل لكل الكوات, فأخرجنا ما كان فيها من المخطوطات سليما وغير سليم وما بقي منه النـزر القليل, ولم نغادر ورقة وجدناها إلا أتينا بها، وكنا عليها حرصين، ثم قمنا بفحصها جميعًا وفرزها وترتيبها ولمّ شملها, حيث قضت عوادي الزمن في تلك الكوات على ثلث المخطوطات تقريبًا, وحولت جزءًا منها إلى حال, يصعب معه الاستفادة منها, وأما ما استطعنا إنقاذه فقد بلغ 181 مخطوطا وقد تم نقل بعضها إلى دبي لعلاجه وترميمه لاحتياجه إلى أعمال متقدمة في مجال الترميم وذلك بالاتفاق مع إدارة الكلية.
وقد تنوعت لغة ما عثرنا عليه من المخطوطات بين العربية والفارسية, كما تنوعت موضوعاتها بين التفسير والفقه والعقيدة والنحو والصرف والمواعظ والسنة.. وغيرها من المخطوطات المعهودة في كثير من الكليات الإسلامية بجنوب الهند, ولم تخل تلك المجموعة من بعض النوادر كتفسير للقرآن الكريم باللغة الفارسية وغيرها.
وهذه بعض العناوين التي عثرنا عليها سليمة صالحة للاستفادة منها, والحمد لله, وهي كما يأتي:
- رسالة في الأسرائيليات.
- آداب العلم.
- شرح الوقاية / ابن تاج الشريعة
- ذكر الموت / محمد بن القاضي الكالكوتي.
- حكاية تميم الأنصاري.
- قصة عابد بني إسرائيل.
- حديث الحناء.
- معراج النبي صلى الله عليه وسلم.
- عشرون مسألة فسرها الإمام الشافعي.
- بيان ما اختصره الشيرازي فـي خلاف الشافعي لأبي حنيفة, وهي عبارة عن خمس خمسين وخمسمائة مسألة.
- رسالة في بيان أعضاء الإنسان.
- الحقيقة الموافقة للشريعة.
- كتاب في فضل العلم والعلماء.
- كتاب في فضل العلم.
- خصومات الملائكة.
- شرح أسماء الله الحسنى.
- تعليم المتعلم وطريقة التعلم.
- رونق المجالس/عمر بن الحسن السمرقندي.
- علامات المهدي / علي بن حسام الدين المتقي.
- تفصيل السنن إلى حلال وحرام على المذاهب.
- أنساب الأطهار / صمدي بن درويش المشهدي.
- جامع القوانين / خليفة شاه.
- رسالة في قصة يوسف عليه السلام.
والله الموفق لما فيه الخير والصواب
الدكتور عز الدين بن زغيبة