كشاف مجلة آفاق الثقافة والتراث من العدد 1 إلى العدد 100
كشاف مجلة آفاق الثقافة والتراث من العدد 1 إلى العدد 100
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على من أوتي جوامع الكلم، وعلى آله وأصحابه الراسخين في العلم، وبعد:
فقد ميز الله تعالى هذه الأمة عن غيرها بميزات كثيرة، فالعلم عندنا عبادة تتقدم على كثير من العبادات في الفضل والمنزلة؛ ولذلك نجد عبر تاريخ أمتنا الطويل رجالاً كثرًا، ممن فتح الله عليهم بنور العلم والفهم، أفنوا أعمارهم في نشر العلوم والمعارف، وتعليمها.
وإن نشر العلم والمعرفة، وإتاحتهما للناس له طرق عديدة، ومنابر شتى، ووسائل كثر، ومن تلك المنابر والوسائل: " مجلة آفاق الثقافة والتراث" التي تصدر عن قسم الدراسات والنشر والشؤون الخارجية بالمركز، وقد بدأت فكرة إصدارها مع الانطلاقة الرسمية للمركز، إلا أن الإعداد الفعلي لها بدأ في سنة 1991م، وصدر العدد الأول منها بداية عام 1992م, ومجموع ما صدر منها حتى الآن 100 عدد؛ حيث تحتفل المجلة بيوبيلها الفضي ( مرور 25 سنة على إصدارها ).
وقد استقطبت المجلة خلال ربع قرن من مسيرتها أقلامًا عربية وإسلامية جادة مشهودًا لها بالجدة والرصانة والرسوخ العلمي والأدبي، فقد بلغ عدد البحوث التي استقبلتها إدارة المجلة 3615 بحثًا، ونشرت منها 1202 بحثًا، وكان من بين الأبحاث المنشورة 74 مخطوطًا صغيرًا محققًا، وقد بلغ عدد الكُتاب في مختلف حقول المجلة 748 كاتبًا من مختلف الدول العربية والإسلامية.
كما تميّزت المجلة خلال مسيرتها بغزارة موضوعاتها، وجديتها من جهة, وشمولية نقاشاتها ومعالجاتها للقضايا العلمية والفكرية والثقافية والتراثية المتنوعة من جهة أخرى, فقد نُشرت على صفحاتها أبحاثٌ شرعية وفكرية ولغوية وأدبية وتاريخية وفلسفية ودراسات مقارنة، والتعريف بالمخطوطات وخزائنها في جميع أنحاء العالم، والتراث العلمي العربي والإسلامي، أضف إلى ذلك نشر نصوص صغيرة مخطوطة محققة من قبل الباحثين والدارسين.
كما ناقشت المجلة على صفحاتها موضوعات معاصرة حساسة، ونجحت في توظيف التراث لخدمة الحاضر؛ بحيث قدمت للقارئ رؤية مستقبلية مرتكزة على جذور حضارية عميقة.
وتدعيمًا لعطائها العلمي والثقافي قامت المجلة بإصدار سلسلة من البحوث والدراسات الصغيرة الحجم في كتب مستقلة، وتخضع تلك الكتب لنفس الشروط التي تخضع لها البحوث المنشورة في المجلة، وقد بلغ عددها حتى الآن 8 كتب.
وستبقى مجلتنا وفية لتقاليدها العلمية والأدبية والأخلاقية، كالزيتونة المباركة مفتوحة صفحاتها لكل النسائم العلمية، والنفحات الثقافية الشرقية والغربية في كنف شروط البحث العلمي الصادقة والصارمة التي لا تعرف قريبًا ولا وسيطًا إلا ما اصطفاه منخول العلم والمحكمين.
وما كان لهذه الثمار في شجرتها أن تينع، وفي حقل العلم والمعارف أن تقطف وتقطع، ومن طلاب شهد التراث وأصيل الثقافة أن تتعقب وتجمع بعد الله عز وجل لولا جهد معالي جمعة الماجد الذي آتاه الله من فضله، وفتح له أبواب رزقه، وبسط له فيه، ومنحه حسن تدبيره، وألهمه سبل استثماره، فبنى منه ثروة، سلط نصيبًا منها في خدمة العلم وأهله، وجمع شوارد أوعيته، ورفد روافده راجيًا بذلك من ربه، ما يرجوه عباده الصالحين، فكانت من تلك الروافد التي لوحظت بعين الرعاية منه مجلة آفاق الثقافة والتراث التي أعطاها كل شيء يمكنها من الاستواء على سوقها والقيام بمهمتها وبلوغ أهدافها.
وفي الأخير نسأل الله الكريم أن يحفظه من كل سوء، وأن يديم عطاءه للباحثين وطلاب العلم، وخدمة التراث العربي والإسلامي في العالم كله، وأن يبارك في عمره وأن يحفظه وأهله من كل مكروه، إنه سميع قريب مجيب.