أين هؤلاء الرجال أيها الزمان
سرق يهودي درع علي بن أبي طالب رضي الله عنه وذهب يبيعها في السوق فجاء أمير المؤمنين يتفقد السوق فوجد اليهودي يبيع الدرع فقال له هذه درعي فقال اليهودي بل هي درعي وهي في حوزتي أم انك تريد أخذها مني لأنك أمير المؤمنين وأنا ذمي بسيط فقال علي رضي الله عنه نذهب سويا إلى القاضي ليحكم بيننا فذهبا إلى القاضي وجلسا عنده في مجلس القضاء وكان القاضي يوزع نظراته بين أمير المؤمنين واليهودي بالتساوي وهذا من أحكام القضاء في ديننا لا بد للقاضي أن يعدل حتى في نظراته للخصمين
فسأل القاضي اليهودي هل هي درعك وما هي حجتك فقال اليهودي نعم درعي وهي في حوزتي ولم آخذها من أحد فقال علي رضي الله عنه بل هي درعي أعطاني أيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد غزوة خيبر وفقدته بعد ذلك فقال القاضي وما هي حجتك لأن على المدعي البينة فالدرع في حوزته فهل لك شهود قال علي رضي الله عنه نعم ابني الحسن وخادمي فقال القاضي فشهادة ابنك وخادمك لا تنفعك لأنه أهلك قال علي رضي الله عنه للقاضي أو تكذبني قال القاضي معاذ الله ولكنه القضاء يأمير المؤمنين ثم قال له هل لك من دليل آخر فسكت أمير المؤمنين فقال القاضي للكتبة أحكموا بالدرع لليهودي فقال اليهودي يعني أنصرف من المجلس والدرع لي قال القاضي نعم الدرع لك وقال له علي رضي الله عنه امضي هي لك فقال اليهودي أمدد يدك يا أمير المؤمنين فمد يده نحو اليهودي فقال اليهودي أشهد أن لا إلله إلا الله وأن محمد رسول الله وأشهد أن الدين الذي يجعلك تجلس هذا المجلس لهو دين الحق وبعد انصراف اليهودي التفت القاضي لأمير المؤمنين عليا وقال هل رأيت مني شيئا خلاف العدل يا أمير المؤمنين قال نعم لقد كنت تناديه باسمه وكنت تنادين بأمير المؤمنين وأنا في هذا المجلس خصم ولست أمير المؤمنين.
ربيت يارسول الله بدين أنت حامله رجالا فكانوا شموس الدنيا وأقمارها فكانوا كالنجم لاح لناظر على صفحات الماء وهو رفيع
ولكن ياسيدي يا رسول الله لدينا اليوم رجالا كالدخان يعلوا بنفسه في طبقات الجو وهو وضيع
ربنا هب لنا رجالا صادقين يأخذون بيد البلاد والعباد إلى بر الأمان والعدل واحترام الإنسان