مكتبة الجامعة النظامية بحيدر إباد الدكن أكثر من 2000 مخطوط تنتظرعقول الباحثين وأقلام المحققين
مكتبة الجامعة النظامية بحيدر إباد الدكن أكثر من 2000 مخطوط تنتظرعقول الباحثين وأقلام المحققين
تأسست الجامعة النظامية 1292هـ على يد الشيخ محمد أنوار العمري رحمه الله, وتقع الجامعة النظامية في منطقة جلال كوشه, القريبة من منطقة تشار منار (الصوامع الأربعة), حيث يقع مسجد مكة الشهير في حيدر أباد عاصمة ولاية إندرا برادتش بالبلاد الهندية.
ويرأس الجامعة الشيخ المفتي خليل أحمد, ويشرف على إدارتها أمير الجامعة أكبر نظام الدين, ولا توجد للجامعة فروع داخل الهند, لكن لها فروع خارجها في كل من مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية, وفي الكويت, وفي ألمانيا.
وتوجد بالجامعة مكتبة كبيرة يشرف على إدارتها الحافظ السيد محبوب حسين, وهي مكتبة منظمة ومرتبة, لها فهارس للمطبوعات, وأخرى للمخطوطات, لكن هذه الفهارس كتبت باليد, لضعف القدرات المادية والبشرية, وفي المكتبة قسم خاص بالمخطوطات, حفظت فيه المخطوطات في خزائن حديدية ذات أبواب من زجاج شفاف, ووضعت المخطوطات النادرة منها, والمخطوطات ذوات الزخارف الملونة الجميلة في مناضد زجاجية مغلقة, عرضت بشكل مستطيل في وسط القاعة.
وتتنوع موضوعات المخطوطات بين علوم القرآن, والتفسير وعلومه, والحديث وعلومه, والفقه وأصوله, والتصوف, واللغة وعلومها, والأداب العربية, والشعر, والتراجم, وعلم الفلك, والعلوم التجريبية.
وعدد المخطوطات بالمكتبة يزيد عن 2000 عنوان, وهي في حالة جيدة للاعتناء الشديد بها والصيانة المستمرة, حيث يوجد بالمكتبة قسم خاص لصيانة المخطوطات والمطبوعات وترميمها وتجليدها, يقع في الطابق الأرضي من مبنى المكتبة المكون من طابقين, ويعمل بالقسم شخصان أو ثلاثة بتجهيزات قديمة وطرق تقليدية, وإن أهم ما يلفت انتباهك في المخطوطات تجليدها الأخاذ بصورته الفنية, إلا أنه تجليد يستعمل في المطبوعات وليس في المخطوطات, لأن تجليد المخطوطات يعتمد على تقنيات معينة في الخياطة وصناعة الحبكة, حتى تكون حركة ورق المخطوط ميسَّرة ويسهل تقليبه يمنة ويسرة، ولا تؤثر في سلامة المخطوط، وسلامة النصّ بعدم
المساس به ولو بحروف قليلة منه عند تجليده.
وتحوي المكتبة عدداً من مكتبات العلماء الذين أوقفوها عليها، ومنها:
- مكتبة حكيم وحيد الدين علي.
- المكتبة الأنورية لصاحبها مولانا أنوار الله باني بتي.
- مكتبة الدكتور عبد الستار خان.
- مكتبة مجلس إشاعة السنة.
كما تحتوي على عدد كبير من الكتب النادرة.
ويوجد بالجامعة مطبعة صغيرة تلبي حاجة الجامعة من الكتب الدراسية في مختلف الموضوعات؛ حيث توزع سنويًا المقررات الدراسية على الطلبة كل حسب حاجته وتخصصه.
ويقصد الجامعة عدد من الباحثين المهتمين بالتراث الإسلامي من دول عربية وإسلامية وأوربية؛ لأجل الاطلاع على المخطوطات الموجودة بالجامعة، وبخاصة في الفقه الشافعي؛ لأن مذهب أهل جنوب الهند هو المذهب الشافعي، وكذلك المخطوطات التي ألفها علماء حيدر أباد التي كانت عاصمة الدولة الآصفية الإسلامية ومدينة العلم والعلماء بجنوب الهند؛ حيث إن بعض هذه المؤلفات لا توجد منها إلاّ نسخة مكتبة الجامعة.
وفي الختام نذكر بعض العناوين اليسيرة من تلك المخطوطات للتمثيل فقط:
- متعة الأسماع بأحكام السماع: للحضرمي.
- رسالة في حقيقة الإنسان: للجلال الدواني.
- كتاب نور الأنوار في شرح المنار: لملا جيون.
- تكميل الإيمان وتقوية الإتقان: لعبد الحق بن سيف الدين الترك الدهلوي البخاري.
- مناقب الحبشة: لمنصور الهمذاني.
- معجم عربي فارسي.
- الأزهار البديعة في علم الطبيعة، أو إظهار البديعة في علم الطبيعة.
والله ولي التوفيق