آثر الجائزة والتكريم في حياة الأمم
آثر الجائزة والتكريم في حياة الأمم
عندما يقف المرء أمام قوله(r) لأصحابه: "ليس أحدٌ منكم ينجيه عمله. قالوا: ولا أنت يا رسول الله، قال: ولا أنا إلاّ أنْ يتغمدني الله منه بمغفرةٍ ورحمة"، ثم ينظر في الآيات والأحاديث التي تتحدث عن الجزاء الأوفى، والمقام الكريم، والتعميم المقيم، لمن حسن عمله، واستقام لسانه وجوارحه، يدرك أنَّ النفس البشرية قد جبلت على حب الثناء على الأعمال الحميدة التي يقوم بها أفراد أو جماعات، والاعتراف بها من قبل الغير.
وقد يأخذ الاعتراف صورًا عديدة تتدرج بين كلمة شكر وتقدير إلى الجائزة عرفانًا بقيمة العمل وجليل الخدمة التي يقدمها شخص أو جماعة أو مؤسسة أو غيرها.
وقد أدركت جميع الأمم هذا المعنى، فلم تتخلف في التعامل معه بإيجابية، فما من أمةٍ إلا فيها من الجوائز ومعاني التكريم الشيء الكثير تتنوع بحسب مجالات الحياة، ومقامات الناس، وطبيعة ما يقدمونه من الأعمال والخدمات، فمن الجوائز والتكريم ما يكون نتيجة لتفوق شخص ما في علم أو عمل، أو يكون وراء اختراع أو إبداع، ومنها ما هو نظير جهود أو أعمال خيرية يقدمها شخص أو جماعة للأمة أو للبلد فتلقى الاعتراف من الأهل والوطن.
ولكن من الناس من تتعدى جهوده وأعماله وآثارها إطار عشيرته وحدود بلده لتشمل وطنه الكبير، كما تتجاوز أبناء بلده وقوميته لتشمل هويته، بل أوسع من ذلك فقد تعم الإنسانية.
وهذا النوع من الناس أو الجماعات أو الهيئات أو المنظمات تستحق تقديرًا وتكريمًا من كل الجهات، عامة كانت أم خاصة، حتى يشعروا أنَّ ما يقومون به محل إكبار وتقدير، وأن الدنيا في حاجة لأمثالهم، وأنّ الإنسانية تنتظر منهم المزيد. حتى يمضوا في سبيلهم مجتهدين، ولأسباب الإحباط متجاهلين، ولعوائق الطريق متحدين.
ومثل هؤلاء يجب الشد على أيديهم وغض الطرف عن سقاطتهم، والتجاوز عن عثراتهم ، فاستكثار خيرهم يفيد الناس، والنيل منهم لا ينقص من قدرهم شيئًا.
والله الموفق لما فيه خير الصواب